كنت في أحد الأيام جالسا مع أخي في غرفتناقبيل النوم وكل منا يحضر واجباته المدرسية لليوم التالي، كان زاهر يقرأ في كتاب التربية الإسلامية وفجأة سمعته يقول:
يا لها من آية عظيمة !! تنبهت لكلامه فتركت الكتاب بعد عن تلهفت لمعرفة هذه الآية التي تحدث عنها زاهر فقلت له:
كل الآيات عظيمة يا زاهر، ولكن اي آية تقصد؟
-انها آية من آيات التي تخض على بر الوالدين، قال تعالى: (وقضى ربك الا تعبد إلا إياه وبالوالدين احيانا أما ......
أن هذه الآيات عظيمة حقا لأنها تتحدث من مكانة الأبوين وعن طريقة معاملتهما الصحيحة، وبينت لاخي كيف أن الله تعالى في هذه الآيات عطف الاحسان إلى الولدين علي عبادته عزوجل ليعظم شأنها ويهول أمر عقوقهما.
استطاع زاهر ان يستشف المعاني الكبيرة في الآيات لكنه وقف عند معنى الآية: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة).
فأجبته : القصد من ذالك يا زاهر ان تتوضع. ثم اخبرت أخي كيف حض الاسلام على بر الوالدين، وحدثته عن الآيات والأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن الإحسان إلى الوالدين وذكرت له الحديث النبوي الشريف:
يروى أن رجلا جاء إلى رسول الله......
لكن أخي لم يكتفي بما رويته له واراد أن يستمع مني الى قصة اعرفها تتحدث عن بر الوالدين، فتذكرت قصة كنت قد قرأتها مند ايام تتحدث عن عقوق الوالدين وفيها عبرة عظيمة وكان كل منا قد اوى إلى فراشه ثم هممت بروايتهاله فقلت:
يحكى ان رجلين أخوين كانا يعيشان في بيت واحد في إحدى القرى الصغيرة، كبر ابوهما وأصبح مسنا وكان يعيش عندهما لأنه لم يكن له أحد غيرهما
وكان هذا الأب المسن عاجزا ولا يقدر على السير، وكان الإبن الأصغر بارا بأبيه يطعمه و يسقيه ويلبي له حاجاته، بخلاف الإبن الأكبار الذي كان لايلتفت إلى أبيه الا قليلا، ولم يكن راضيا بوجود أبيه في المنزل، وكان دائما يتألف منه ويلح على أخيه الأصغر ويوسوس له بأن يتخلصا من ابيهما، ولكن الإبن البار كان يرفض بشدة، إلى أن أتى يوم غضب فيه الأخ الكبير وهدد أخاه بأن يترك البيت ويرحل إلى مكان بعيد إن لم يتخلصا من ابيهما. وهنا توقفت عن رواية القصة لأن الوقت تأخر وكان لابد من النوم حتى نتمكن من الاستيقاظ باكرا في اليوم التالي، فأبدى الزاهر استياءه ولكنه استسلم لرغبتي عندما وعدته بأن أكمل له القصة غدا، و وخلد كل منا إلى النوم. وفي اليوم التالي وبينما كنا نتناول طعام الغداء مع والدي طلب منا والدي أن بصحبتنا أنا و زاهر إلى الدكان لنساعده على ترتيبه بينما يقوم هو بتلبية الزبائن، فأجبت طلب أبي بكل سرور، لكن زاهر تذكر انه قد اتفق مع مع اصدقائه على الذهب إلى حديقة الحيوانات، فطلب من والد أن يعفيه من هذه المهمة، لكن أبي قال إنه لا يستطيع القيام بالعمل وحده ولا بدّ من أن أكون أنا و زاهر معه في العمل.
عندها بدأ الإستياء قليلا على وجه زاهر، فقتربت منه وهمست في أذنه: نذكر ما كنا نتحدث عنه ليلة أمس لا تخالف رغبة أبيك ياأخي فهذا من بر الوالدين مادام لا يتعارض مع أوامر الله تعالى، هيا يا زاهر هيا!
عندها تنبه زاهر واستدرك قوله وقال لأبي: حسنا يا أبي كما تريد، سأتصل بأصدقائه لنأجل ذهابنا إلى حديقة الحيوانات حتى يوم الغد.
بارك الله فيك يا زاهر ورضي عنك.
.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar